كيف نصل لتردد القلب والنغمة الخاصة بينا ونصبح على تناغم لطيف مع اجسادنا واعضاءنا وتناغم مع واقعنا الجميل، حيث تبدأ رحلتنا من الداخل للخارج
القوانين الكونية وهي التي نشبهها بأسماء الله الحسنى هي قوانين العمل المدرك حيث يدرك العقل١٪ من هذه القوانين وال٩٩٪ من القوانين تدرك من القلب ومن هذه ال٩٩٪ ندخل لل١٪ لتتجلى بالحياة الواقعية، فمطلوب منا ان يكون القلب سليم ليدخل القانون بالشكل السليم. والقلب السليم من الباقيات الصالحات وهو الفلتر او الحجاب بين الحس والواقع فاذا كان هذا الفلتر سليم ونقي أصبح الواقع جميل ومفيد.
كوننا جزء مصغر من العالم الأكبر فلو نلاحظ الكرة الأرضية وان مركزها الكعبه وهي البيت الحرام، كذلك الجسم فالقلب هو مركز البوابات الطاقية له حيث يقع بمنتصف هذه الشاكرات، وهو الحجاب الحاجز بين العالم الروحاني والعالم المادي، فكلما كان هذا الحجاب او الفلتر نقي كلما تدفق اليه النور الإلهي بسلاسة.
من صفات الضوء انه يعبر عبر الاجسام الشفافة، فكل ما حافظنا على شفافية قلوبنا كل ما سمحنا للنور الإلهي بالتدفق لعالمنا ليضيء واقعنا المادي بشكل لطيف وجميل ويجعل قلوبنا محراب لهذه الترددات، فقلبك هو بيتك الحرام.
قلبك يجيبك بنعم او لا خلال اول ثواني من الحدث بعدها يبدا العقل بالتحليل والتفكير فالعقل أداة يمكن ان تستخدمها لصالحك او ضدك مثل ما السكين أداة لتفيدك او تضرك فتساعدك على القطع او تقطعك وطريقة استخدامك لها هو ما يحدد أثرها عليك، كذلك هو العقل استخدامه كأداة مفيدة يسهل عليك حياتك اما اذا كنت مفرط بالتفكير والتحليل فانت لا تسمح للحدس والمعلومات الكونية ان تنفذ خلالك ، فلو تخيلنا الحياة مثل المتاهة فالعقل يقف اما المتاهة اما الروح فهي تشاهد المتاهة من الأعلى فلديها الرؤيا واضحة ولديها جميع الحلول وبما ان الروح تتصل بنا عن طريق القلب فلنجعل هذه القلوب شفافة ونظيفة ليتم التواصل بشك اكبر، اما اذا كان القلب ملوث فسيقل الاتصال الروحاني بعالم الحدس وبروحك ويضطر العقل للتدخل بالتحليل والتفكير من زاويته الضيقة فهو لا يملك رؤية الروح هو فقط يعتمد على معلوماته المخزنة المحدودة.
كيف نحافظ على نظافة فلتر القلب؟
كل ما تحلينه بالفضائل أكثر كل ما كان قلبنا معبر لهذا النور الإلهي، فأسماء الله الحسنى او ما يسمى بالقوانين الكونية هي مفعلة بالكون وطاقتها تسري لجميع المخلوقات بهذا الوجود، فأسماء الله الحسنى هي بوابات في السماء وتكون مفتوحة لترسل لك نور طاقتها طوال الوقت الا إذا انت قررت ان تغلق هذا الباب.
كيف نغلق بوابات السماء؟
كل اسم من أسماء الله الحسنى المذكورة بالقرآن له باب بالسماء (فتحت السماء فكانت ابوابا)، ومن كرم الخالق انه هذه الأبواب مفتوحة للجميع، انت تغلق هذا الباب عندما تقوم بفعل يعاكس الاسم الكريم.
فاسم الله الغني هو موجود وطاقته مفعله بجميع الخلائق فالله الغني قد اغناك بعينك للرؤية واغناك بجسدك لقضاء حاجاتك واغناك بسيارتك وبيتك واغناك بسمعك وعقلك لتدرك عالمك فانت غني عن الاخرين بما اغناك به الله، فلو انت لم تفعل صفة الغنى بحياتك فانت تغلق باب اسم الله الغني وتمنع تدفق طاقته لحياتك فتطلب الغنى من خادمة في المنزل لتقضي حاجاتك وانت قادر على اتمامها بنفسك وتعتمد على آراء واحكام الناس وتستغني عن سمعك وبصرك وعقلك.
اسم الله الرحمن الرحيم وهو من الرحم فكما الجنين في رحم امه يتصل بما هو أكبر منه وهي الام لتمده بما يحتاج كذلك اسم الله الرحيم هو صلتك به التي تمدك بكل ما يحتاجه جسدك المادي وجسدك المشاعري وجسدك الفكري فانت بك نفحة من روح الله. فلو انت أحببت التواصل مع أي مخلوق ليمدك باحتياجاتك فتأكد انت تغلق أكبر باب من أبواب السماء وتعتمد باتصالك من مصادر ضعيفة هشة لا تدوم.
اسم الله العظيم وهو من الفعل جذره ع.ظ.م وهو العظم في الانسان أي الذي يمدك بالدعم والاسناد، لو كنت تستمد دعمك وسندك من غير الله فانت تغلق باب العظيم وتمنع تدفق طاقته بحياتك.
كيف أصبح فلتر القلب ملوث؟
تراكم المعتقدات السلبية التي اكتسبناها من العائلة الاب الام او من تجاربنا الشخصية والصدمات التي تعرضنا لها لتختزن في الجين لنورثها للأجيال اللاحقة او أصلا اكتسبناها عن طريق الجينات من الأجداد والاسلاف او معتقدات تعرفنا عليها من الوعي الجمعي للمجتمع كل هذا يعمل كعقد تحيط ضفائر الحمض النووي الخاص بنا وتمنع من تدفق الطاقات. جسدك يخبرك بهذه المعتقدات طوال الوقت عن طريق الألم، فآلامنا تشبه نمط تفكيرنا.
الفكرة بحد ذاتها مطلقة لا سلبية ولا إيجابية، ولكن شعورنا اتجاهها هو من يحدد سلبيتها او إيجابيها في حياتنا.
لو أدركت ان كل فكرة سلبية خلفها فائدة لنا واتت تخدمنا وتحمينا راح نتخلص من طاقتها النقيضة.
مثال :تشعر بألم بالأكتاف فجسدك الان جاي اخاطبك بهذا الألم وهو نتاج فكرة انك تحمل مسؤوليات كثيره على عاتقك لو بحثت عن المعتقد السلبي لتحملك لهذه المسؤولية ومن اين اكتسبته من عائلتك من اجدادك من محيطك من تجارب سابقة راح تتحرر من هذه الفكرة فيختفي الألم ، لو احسست بألم بمنطقة القلب راح تعرف انه عندك مشاعر عدم غفران حابه تتحرر بالتسامح والسماح لها بالرحيل، ولو حاس عندك الم في منطقة القلب الجهة الخلفية فان تحمل حساسية ورفض لأشياء بحياتك ولو خاطبك جسدك بآلام الرقبة راح تعرف انه افكارك ما بيها مرونة كفاية وانك متمسك براي واحد فقط. إذا من خلال معرفة لغة الجسد راح ندرك كيف نصحح افكارنا الي كونت معتقداتنا.
امثلة كيف تخدمني معتقداتي فأحافظ عليها ولا اسمح لها بالتحرر
لو كن عانيت من عدم المرونة ممكن في صغرك قررت تكون متقبل ومنفتح لأكثر من خيار وعاقبك أحد والديك فادركت انه المرونة في الخيارات تسبب لك العقاب، فعقلك اريد يحميك من العقاب فأخليك غير مرن غير منفتح لخيارات الحياة مجرد ادراكك لهذا انت تتحرر من هذه المشاعر.
جمال التوكل
انا لا اعلم ما هو القادم ولكن على يقين انه متناغم مع طاقتي ووعيي، ليس المطلوب مني كثرة التحليلات والتفكير وكيف ومتى وأين دع الكون والسخاء الإلهي يفاجئك بما هو جميل، فالفرص تسير باتجاهك وتسبح نحوك بكل لحظة.
ابتسام جميل